الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

إحتطاب



إن تتسرب نسمة إلى العقل
إن فتاةٌ في غاية الحسن تبدي مفاتنها
إن قلبُ كافر
إن شاعرُ مجروح
إن تنطق الدنيا
فلن يعمًر قلب بالإيمان.

فيا أسطورة :
كيف لنا أن نكونك ؟
_________________________________________ 

 سأخرج من الباب الذي أمامي، أنا الذي احتطبت الجدران
خاطبتني الجدران كي تخبرني أن لا جدوى من الإحتطاب.
- أنا حائط : ألا ترى ؟
- ولم الفأس ؟
- الفأس للشجر .
- وأين الشجر ؟
- نحن لا نرى شجراً، ثمّة باب، وثمّة من نخاطبه؛ وإنه يشبه الشجر !.
حينها عرفت أن الأبواب للهروب.

وأنا خارج من الباب، التقيت صديق قديم، نسيت أمر الفأس والجدران، تعانقنا، أحسست بإطمئنان جعلني أنسى ذلك الخوف، تحركنا قليلا.    (ونحن نتبادل الضحكات) كنت أتلاعب بالفأس الذي في يدي اليمنى كشيء أحمله دون بال، حتى سألني الصديق :

 - ما الذي تحمله في يدك ؟
 - هذا ؟ فأس
 - ولم ؟
 - ألا تعرف لم الفأس ؟
 - الفأس للإحتطاب .
 - نعم . نعم . لكن لا يوجد شجر في هذا المكان .


تحرّكنا لفترة طويلة، لا أدري هل هي يومان أم سنين أم دهر، لكن أحدنا بلغ من العمر مبلغ شجرة معمرة، ساد جوٌ من الملل، ذلك الذي يحدث دائماً قبل الفراق، قبل تلك المسافة التي تحتاجها كي تفصل كل شيء عنك، وتعرفه مجرداً، مجدداً في إستعادادتك.

أذكر في المحاولات الأولى لاحتطاب الجدران كانت الفأس تتكسر قليلا قليلاً، وكان يحدث أن تتطاير بعض أجزاءها لتؤذي جسدي، كانت الجدران تبتسم في سخرية واثقة، وبل كمن كان واثق من حماقتي وكأنها تعرف أني في النهاية سأتوجه بفأسي هذي إليّ أنا، كأنها كانت تضحك من المصير الذي ينتظرني، أنا الذي جاهرتها العداء، وهي التي من مكانها لم تتحرك.

عندما جلسنا أنا والصديق والملل يحيط بنا رأيته شجرة، شجرة ضخمة ورحت ألاعب الفأس مرة أخرى، وحينها بدأ الشك يسري في جسده حتى نبتت الفروع، لم يعد هناك مجال لأن ينكر علاقته بالفأس، وفي تلك اللحظة كنت على ثقة أني لو تركت الفأس لطارت وحدها واحتطبت صديقي هذا.

ثم فجأة، من دون سابق إنذار، حضرت الجدران منفردة، كل جدار على حده، أربعة جدران كاملة .
 أحسست حينها بالخديعة، فما دامت هي قادرة على الحركة فهي بالتأكيد قابلة للتحطم. وليس عدم حركتها دليل على براءتها . الشجر ذاته لم يبرح مكانه منذ جاء.

صرخت:
لقد خدعتني أيتها الجدران .
أجابت الجدران لم نخدعك، لكن هذا الفأس لا يصلح إلا للشجر.

  إذن:
 - أين الشجر
 - لا قل لماذا الشجر ؟
 - لا أعرف فقط الشجر لأنه يقتطع بالفأس !
 - لا : لماذا أنت قاطعه ؟
 - أنا حاطب ؟
 - وكيف عرفت أنك حاطب ؟
 - لأني أحمل فأس .
 - ولما تحمل الفأس
 - لأني حاطب
 - وكيف عرفت أنك حاطب
 - لأني أحمل فأس 

 - يا سيدي هناك من أعطاك الفأس ! هو من أرادك أن تكون حاطبا ً.

أهوالٌ عدَة



الأخذ بذلك
إرجاء الآخر
تعويذة أدرك،

أين مكانك؟
في هذي النقطة.
أضحت مُمتدّة...
 
ضاع الرسم
من أين بدأتُ
أو أني أُبدأ؟
في كل المرة
أعيتني الطلة
تصريف الوجه
بأهوال عِدّة.
تهذيب العمر
تثبيت الشكل
هُوية شاعر
أم أمر شاغر؟
تزحمه روح
تألفه قلوب
تخطأه إلفة 
.
أحياناً يُنسى
أحياناً يعرف 
.
وأحياناً أخرى.

الأحد، 30 أغسطس 2015

الخفة



ﺗﺸﺎﺟﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻐﻪ
ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺩﻣﺎﺋﻬﺎ ﺗﺴﻴﻞ
ﻓﻘﺪ ﺷﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺒﺾ.

ﺃﻧﺎ ﺃﺗﻘﻌﺮ ﺑﺎﻷﻣﺲ
ﺃﻧﺎ ﺃﺭﻗﺪ ﺟﺎﻟﺴﺎ
ﻛﻢ ﺃﻣﻠﻜﻨﻲ؟
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻫﻢ؟

ﺃﻧﺎ ﺃﻧﻄﻖ ﺃﻧﺎ
ﻭﺃﺷﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻮﻟﻲ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﻧﻄﻘﻪ

ﺃﻧﺎ
ﻟﺴﺖ ﺃﻧﺎ:
ﺃﻧﺎ ﺁﺧﺮ
ﺫﻫﺐ ﻣﻨﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍً
ﻭﻃﺎﺭﺩﺗﻪ
ﻓﻀﺮﺑﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ
ﺛﻢ ﺑﻜﻰ.

ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻦ
ﺃﻛﺬﻭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ﻭﻧﺒﺬﻧﺎﻫﺎ
ﺛﻢ ﺃﺭﺗﻤﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻭﺭﺩﺩﻧﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ.

ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺮﺏ ﻋﻨﻲ
ﺗﻌﺎﻝ
ﺃﻋﺪﻙ ﺑﺄﻧﺎ ﺳﻨﺘﻘﺎﺳﻢ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ
ﻭﺍﻷﻭﺟﺎﻉ
ﻭﺍﻟﻀﺤﻜﺎﺕ
ﻭﺳﻨﻐﻨﻲ ﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻏﻨﺎﺋﻚ
ﺳﻨﻬﺪﻫﺪﻫﺎ
ﻭﺳﺄﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪﻙ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻐﻀﺐ ﻭﺗﻘﺘﻠﻬﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ!
____________________________

ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ
ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺣﻠﻤﺖ ﺑﺄﻧﻲ ﻻ ﺷﻴﺊ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺊ.
ﻛﻄﻦ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ
ﺧﺬﻟﺘﻨﻲ الخفة
ﻋﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ

لأُﺣﺮﻡ ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﻤﺪﻭﻱ.



2012